الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

المسؤولية المشتركة

المسؤولية المشتركة
     منذ أن بدأت تجربتي مع ابنتي عبير وكلما أخبرت بعض من حولي عن أنها من (متلازمة داون) يهمسون بأن لديهم إما أختًا أو ابنة أخ أو حفيدًا أو أي صلة قرابة من نفس المتلازمة مع لمحة الشعور بالخجل والألم وكان لهذه الهمسات تأثيرًا سلبيًا عليً ولكن مع عندما صارحت أخوتها الأطفال - آنذاك – لم تتغير نظرات الحب والفرح بأختهم الصغيرة و تعجبوا من دموعي المنهمرة ويومًا بعد يوم وجدت أبنائي يزيد لديهم الإحساس بالحب والفرح ويضاف إليه الفخر بهذه الأخت الصغيرة ويصرون على اصطحابها إلى الملاهي والمطاعم ويعرفونها على أصدقائهم ويحضرون معها اليوم المفتوح في مركز العون ويشاركونها اللعب حتى عندما كبروا أصبح ليوم الأخوة والأخوات في مركز العون الأهمية الكبيرة والحماس الأكبر.. يتعرفوا فيه على أصدقائها وأنشطتها ويتحاورون مع الأخوة الآخرون .. ويشعرون بالمسؤولية تجاهها أيضًا.
     أما الدائرة الأكبر والتي أعني بها الجدات والأجداد فقد كان الأمر أكثر عاطفية لديهم وكنت أظن أن هذه (العاطفية) ستزيد الأمر صعوبة لأنهم يرون الأمر من زاوية أخرى ولكني دُهشت عندما دعوتهم لأول مرة في يوم الجدات فوجدت -ولله الحمد – ترحيبًا كبيرًا رغم مشاغلهن ومشقة الحضور والتزمن بالموعد ولعل حضوري معهن كان بدافع التعرف على انطباعاتهن وتكرر حضورهن أكثر من مرة في يوم الجدات، وكم كانت سعادتي وأن أرى كيف يحكين مواقف لعبير وأعينهن تلمع ببريق الفخر والاعتذار بما وصلت إليه عبير من قدرات بعد تلك المشاعر الحزينة التي انتابتهن عند ولادتها والتي تحولت إلى الفرح والفخر مع اكتساب عبير مهارات عالية وشاركن الجدات الأخريات الحوار ولعل أهم ما أدخل الفرح والسعادة لهن زيارتهن لفصل عبير والتعرف على أصدقائها، واللطيف في الأمر أن عبير دعت أصدقائها للقاء العائلي الأسبوعي عند جدتها وطلبت منها إعداد الأطباق المفضلة لها.
     والآن ولله الحمد ومع تعاون كل أفراد العائلة ومشاركتهم المسؤولية كم أشعر أن الحياة جميلة في وجود أكسجين حياتي (عبير)
                                                                                 غادة روّاس

والدة عبير عطّار      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق