الاثنين، 22 ديسمبر 2014

معاناة طالب كفيف

استغفرالله واتوب اليه.👇
 تتفاقم معاناة الطلاب المكفوفين حينما لا تقدم لهم الاختبارات على أوراق برايل، فقط تفكر لو كنت مكانه، ودرست وعانيت وذاكرت وقضيت جُلَّ وقتك لتكون مستعدًا للاختبار ولتمضي قُدمًا.. وماذا بعد ذلك.. قف مكانك.. لا يوجد من يقرأ عنك أو يكتب عنك..لا توجد اوراق تخص فئتك.. أين أنتم عنّا؟؟ وأين نحن منكم؟؟ نحن تحت سقف جامعة واحدة وأمة واحده فلا تنسونا.. 
 فنأمل أن تتوفر خدمات في آلية الاختبارات، فالطلاب المكفوفون يعانون في الاختبارات، حيث لا تقدّم لهم الاختبارات على أوراق برايل فيلجأون إلى الكتاب وبذلك لا يعتمدون على أنفسهم، وهذا يمثل عنصراً سلبياً.
وإن للإعلام سبب رئيس لإنجاح أي مهمة فلو كان إعلام ذوي الاحتياجات قوياً لكان نظرة المجتمع مختلفة عنهم. وهي مناسبة لإبراز قدرات هؤلاء الأفراد. ولايزال الإعلام غافلاً عن هذه الفئة ولم يعكس الصورة الإيجابية.
فتذكروا... إن الإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الفكر. فهم ليس ذوو احتياجات خاصة، بل ذوو تحديات خاصة يستطيعون التغلب على الإعاقة متى ما أرادوا ذلك.

السبت، 13 ديسمبر 2014

حكاية أمهات متميزات


لكل صورة ظل ولكل ظل حكاية تختلف عن الصورة ربما ولكنها احيانا كثيرة أكثر صدقاً ، دعتني إحدى الأمهات الفاضلات والتي تربطني بها صداقة عائلية لأنضم لمجموعة على الواتس اب تضم أمهات لأبناء من ذوي الإحتياجات الخاصة وخاصة متلازمة داون، كوني طبيبة أطفال فلربما إستفادوا مني بشكل او بآخر ، ولأنني قليلة التواجد على الواتس اب أكتفي بقراءة الواتس اب قبل النوم تصفحا سريعاً فوجدت نفسي أتأثر بهن ، بصبرهن ، بفرحهن الذي يتقاسمنه ، بمشاكلهن التي يتشاركنها وبالحلول التي يطرحنها فلكل طفل حكاية ولكل أم صدمة تجاوزتها بعناء وبعدها آمنت أن طفلها المصاب هو سر بهجتها او ربما هو السعادة ذاتها أتعلمون هن يصنعن اطفالاً يتعايشون مع قدراتهم بسلام لينجحوا في الحياة ، لم يكن طفلها عارا تخبئه او عبئاً تهمله إنما أملا تنشده و عملاً تنجزه ، تلك المجموعة هي أحاديث جادة و معلومات وفيرة و هموم مشتركة ، كيف يتجمع سيدات لا يربط بينهن غير هموم مشتركة من كل قطر أم تحكي عن طفلها .. تحكي كيف تلقت خبر إصابة طفلها و كيف تناقل الخبر الأهل والأصدقاء .. الجميل هو وقوف الأب وإحتضان الأسرة للأم وطفلها والأكثر جمالاً هو مساندة الطبيب .. مهمة الطبيب لا تقف على نقل الخبر للوالدين ولكن كيف يساعد الوالدين على تقبل طفلهما ، كيف يلقي الطبيب الضوء على الإيجابيات اكثر من السلبيات وكيف يشارك الوالدين التخطيط لمستقبل هذا الطفل .. الأطفال ذو الإحتياجات الخاصة هم أطفال مميزون يمتلكون قدرات خاصة ولديهم أمهات مميزات يعرفن كيف يتعاملن مع قدرات أطفالهن ... حقيقة تعلمت من هؤلاء الأمهات .. كنت أقرأ مشكلة كل أم وكيف يتشاركن المعلومة والتجربة.. عرفت أنه هناك كثير من المراكز والكثير من الأخصائين ولكن ايضاً كثير من التقصير من ناحية التثقيف فمثلا هناك أم لم تسمع عن التدخل المبكر ولم تعرف الكثير عن حالة طفلها وإذا ما كان طفلها يحتاج لمعهد خاص او تعليم خاص ! كانت ستتركه بينهم في المنزل ! اجابتها ام بصورة احببتها قالت : يكفي أن ترينه و هو قادم من مدرسته يحمل حقيبته مثله مثل أقرانه .. يوميات طفلها كأي طفل يذهب للمدرسة ويعود منها و تبدأ مسؤولية الأم المميزة جداً التي تحفر بالصخر لتجعل حياة طفلها طبيعية ولتجعل طفلها يتعايش مع الحياة بشكل طبيعي .. يرسلن صور ابنائهن كم ارى فيها جمالا وبراءة وإهتماماً وحباً .. هؤلاء الأمهات يعقدن اجتماعات دورية و يناقشن مواضيع تهم أطفالهن .. النطق .. التدريب على استخدام الحمام .. المهارات الكتابية التي وجدت أنا شخصياً أنها مهارة صعبة على طفل طبيعي اتقانها بسرعه ولكنهن يعملن بإجتهاد على هذه النقطة .. إشراك أطفالهن في المهرجانات المختلفة والمسابقات والماراثونات التي تقام احياناً في مدنهن .. شئ جميل .. مؤخرا عقدن مسابقة أجمل طفل على مجموعة لهن على الإنستجرامspecialmomsksa.
كل أم ألبست طفلها او طفلتها اجمل الثياب وألتقطت صورة له و شاركت . يكفي فرحاً هنا هذا الإحساس أنها تملك أجمل طفل . 
هناك فرق كبير بين أن يكون لديك طفل طبيعي فلا ترى غير عيوبه فتدمره وبين ان يكون لديك طفل ذو قدرات محدوده فتأخذ بيده وتعلمه وتكبره .. هناك طفل طبيعي مهزوز الشخصية لأنه يسمعهم يقولون عنه إنت ما تعرف شئ وأبله!! وهناك طفل بمتلازمة داون واثق في قدراته لأنه تعلم أنه يستطيع و يعلم أن الجميع سيصفق له حينما يستطيع .. تعلمت من مجموعة أمهات متميزات أن أقرأ أكثر مما أكتب وأن أسمع أكثر مما أتحدث وأن أفعل أكثر مما أقول وأن أؤمن أن الإهتمام رحم للنجاح .
  
د. مريم النويمي 
استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة